ملحمة بناء كنيسة أبو فام بطما
" إن لم يبن الرب البيت فباطل هو تعب البنائين "
(أبواب الجحيم لن تقوى عليها) :-
بعد أن انفتحت الكنيسة لإعادة البناء انفتحت أبواب جحيم من رئيس مباحث وإذ به يضع تقرير سرى ينصح فيه بغلق الكنيسه خوفاً على أرواح المصلين وينصح أيضاً بعدم بناء الكنيسة خوفاً على مشاعر المسلمين . وباب آخر من مجلس المدينة بأن إعادة البناء يحتاج إلى قرار جمهورى ، والقرار الجمهورى يحتاج إلى مستند ملكية والكنيسة كانت من القرن السادس عشر الميلادى وباب جحيم آخر من الآثار ، وكل هذه الأبواب لم تقوى عليها " لأن من ذا الذى يقول فيكون والرب لم يأمر " (مر37:3).
وتم البناء ... وظهر فيه عملياً محبة الشعب لكنيسته بكل الجهد من مال ووقت وتحميل وتفريغ وحفر.
هذه الآية عاشها أهل طما فى أثناء إعادة بناء بيعة حبيبهم أبو فام ولآن إيماننا بأن لكل شئ تحت السماء وقت فقد أختار الله الوقت المناسب لإعادة بناء الكنيسة وظهور جسد حبيبه أبو فام ...
ففى 1/10/1995م بدأ العمل فى هدم الكنيسة القديمة وبناء الكنيسة الجديدة ، وتجدر الإشارة هنا إلى أن الكنيسة القديمة كانت تنقسم إلى كنيستين يفصل بينهما ممر ... الكنيسة الكبيرة بإسم الشهيد أبو فام والصغيرة بإسم الشهيدة دميانة ، وكانت كنيسة أبو فام قد تهدم منها الجزء الغربى بأكمله عام1991م ... وما حدث فى البناء هو ملحمة حب جارف للشهيد أبو فام .. وهذا الحب أظهره أحباءه سواء من طما أو من أحباءه فى ربوع مصر كلها .. فقد كنت ترى العجب العجاب فى ذلك الوقت فقد كان يحتشد العشرات بل والمئات فى بعض الأحيان للعمل فى الكنيسة على مدار الأربعة والعشرين ساعة لا فرق بين جاهل ومتعلم ... موظف أو حرفى ... شاب أو طفل ... غنى أو فقير فالكل تساوى حبُاً فى أبو فام حبيب المسيح كلاً بقدر طاقته وإحتماله . فقد كانوا يعملون بهمة ونشاط وعزيمة وحب تجعل الدموع تخرج قسراً من العيون فتجد الطلاب والموظفين يأتون إلى الكنيسة بعد الإنتهاء من دراستهم وأعمالهم يعملون يأيديهم بلا كلل ولا ملل ويرفضون الاستعانة بعمال ويصرون على أن يقوموا بأنفسهم بنقل المواد الخام والطوب وإخراج الرديم فقد كان من الممكن أن يبلغ التعب مبلغه من الشباب فقد أنهكت أجسادهم ومع ذلك كانوا يصرون على إتمام العمل وبأقصى سرعة ... فإذا نظرنا من الناحية العملية فنجد أن التربة لا تصلح للتأسيس فكان الحل هو الحفر لعمق 5.5 متر ومسطح الكنيسة 625 متر لوضع إحلال التربة ثم بعد ذلك الأساسات بالأعمدة والحوائط والسقف ، فكان هذا إعجاز يا عزيزى القارئ .. أن يتم كل هذا فى زمن قياسى خاصة إذا علمت أن كل هذا تم بالعمل اليدوى بدون أى ماكينة أو بلدوزر حيث أن طبيعة الكنيسة تحول دخول أى آلات ، كل هذا تم بواسطة الحفر والنقل اليدوى ، فهل تعلم يا عزيزى القارئ .. ما هى معجزة المعجزات التى حدثت فى الكنيسة ؟
أقول لك أنه الحب الذى يصنع المعجزات ... هذا الحب الذى جعل أحباء أبو فام يقدمون من وقتهم ومجهودهم ومالهم والأكثر من هذا صلاتهم .
.. هذا ما جعل الكنيسة تظل شامخة قوية لتحكى للأجيال مقدار هذا الحب الذى جعل هؤلاء يتركون أعمالهم والبعض يقدمون من إعوازهم ، وليس العبرة هنا بكثرة المال وإنما بالحب الذى يقدم به هذا المال ، والذى لا يملك الجهد والمال شارك بصلاته وهذه ما أعظمها وكأن الله لا يريد أن يحرم أحد من نوال هذه البركة .
+++
قصة ظهور جسد أبو فام
" انظر واستجب لنا يا الله " هكذا كان يقول لسان حال شعب طما وأحباء الشهيد أبو فام وقت إعادة بناء الكنيسة . نشكر الله كثيراً لأنه استجاب لنا فقد كانت شهوة مقدسة فى قلوب أحباء أبو فام أن يظهر جسده المقدس بعد حوالى أكثر من 1650سنه لأنه إذ لم يظهر وقت إعادة بناء الكنيسة فمعنى ذلك أنه سيبقى مدفوناً فى الأرض الى الأبد وقد تسلمنا ممن سبقونا بأن جسد الشهيد أبو فام مدفوناً تحت العمود القبلى الشرقى بعمق 5.5 متر ، وفعلاً إستجاب الله لشهوة قلوبنا بإظهار جسد حبيبة أبو فام . ففى يوم الجمعة 20/10/1995 وأثناء الحفر تحت العمود القبلى تم العثور على جسد الشهيد العظيم أبو فام ويا لها من لحظات مقدسة تعجز الألفاظ المادية المجردة من وصفها .. فالكلمات والألفاظ أصغر من أن تحتوى هذه المشاعر والأحاسيس ..
فهذا هو جسد حبيبنا أبو فام يظهر بعد 1650سنة نراه بالعيان أمامنا وسيبقى معنا نراه ونحمله على أيدينا وكان وقت استخراج جسد الشهيد حوالى الساعة الخامسة فجراً وقت شروق الشمس فأحسسنا ان شمس هذا الشهيد الذى أحب المسيح له المجد من كل قلبه قد أشرقت علينا فى الوقت الذى كنا فعلا محتاجين لوجود جسد أبو فام فى وسطنا وفى وسط هذه الأحاسيس ونحن نرى هذا المنظر أخذتنا روعة وجمال المنظر فأخذنا نهتف بالألحان والتماجيد وأحسسنا أن الكون كله يسمعنا ويرددها معنا فأخذ الآباء الكهنة جسد الشهيد إلى أن أراد الله ورجع هذا الجسد فى مكان اعد خصيصا له(مزار الشهيد أبو فام حاليا) لكى يكون سبب بركة للمؤمنين .
معجزات القديس الشهيد العظيم أبو فام الجندى الأوسيمى
معجزات تمت أثناء الهدم والبناء :-
1- وحدثت هذه المعجزة أثناء القيام بعملية الهدد وحفر قواعد الكنيسة والكلام على لسان صاحب هذه المعجزة وهو الشاب / أيمن كرم ....فقال :-
كنا نقوم بعمل قواعد لإقامة أعمدة خرسانية عليها وكانت هذه القواعد بعمق 6 أمتار عن سطح أرض الكنيسة، ولكن الله تبارك اسمه أراد ان يمجد حبيبه أبوفام وليثبت للجميع أن الشهيد أبوفام دائماً الحارس الأمين لأولاده من كل الشرور ...وأثناء قيامى بعملى فوجئت بأن الحائط الخرسانى للكنيسة ينهار علىّ فى دقائق معدودة وغطى كل جسمى حتى رقبتى وأقولها وبلا مبالغة أن وزن الحائط الذى وقع علىّ حوالى 3 طن ... فصرخت بأعلى صوتى من شدة الألم " أنقذنى يا أبوفام ... نجنى يا أبوفام ... " ولعلك عزيزى القارئ تلاحظ مقدار الصلاة النابعة من القلب ، وكما يقول المزمور 61 " اسمع يا الله صراخى واصغ إلى صلاتى ..." وكان حولى عشرات من الشباب المسيحى الغيور الذى كان يأتى للعمل بالكنيسة وجميعهم صرخوا بأعلى صوتهم وكان صراخ مع صلاة حارة وليدة اللحظة وصادرة من القلب ( طلعه يا أبوفام ... ده بيشتغل فى كنيستك ) وبالفعل تجمع الكل حولى وأخرجونى بعد عناء كبير ولكننى كنت فى حالة شبه إغماء . وتم استدعاء دكتور / هانى بسطاوى أخصائى العظام بطما فوقع الكشف علىّ وفحصنى جيداً فوجد أنه يوجد عندى كسر بالحوض وأننى أحتاج إلى عملية جراحية فى الحال ، وبالفعل ذهب الدكتور هانى بعمل الإجراءات المطلوبة والتجهيز للعملية وإذ بى فى الحال أجد نفسى أتحرك وبصورة طبيعية ، فهلل الجميع فرحاً ( شهدنالك يا أبو فام ) . طبعاً ذلك الذى حدث يفوق أى تصور عقلى فأنها بلا شك معجزة من معجزات الشهيد أبو فام ... وبعد ذلك حضر الدكتور هانى وهنا وقفت الكلمات فى حلقه واندهش وقال " الحوض سليم وليست به أية كسور) وذلك بعد أن فحصنى جيداً .. إذا كيف حدث ذلك ؟! وبذلك أثبت الشهيد أبو فام قدرته العجيبه على إنقاذ أولاده الذين يتشفعون بشهدائهم وقديسيهم فى كل الأوقات .
بركة الشهيد العظيم أبو فام تشملنا جميعاً .
الشهيد يحفظه وهو يهوى من علو وقت البناء :
أثناء بناء الكنيسة كان أمجد ( من ساحل طما ) يعمل بجد ونشاط فى أعمال البناء .. وقلبه مبتهج .. ولعله قد تذكر نحميا الذى قادته غيرته الى بناء أسوار أورشليم فى القديم وبينما كان يرنم ويصلى كان هو وأخوته الشباب يتمتعون بإحساس حقيقى بحضور الرب فى وسطهم ومعه شهيده المبارك الشهيد العظيم أبو فام وهذا هو تذوق عربون الملكوت الذى أعطانا الرب أن نتمتع به الآن فى العالم الحاضر.
نعم كان أمجد هو ومجموعة الشباب الذين يعملون فى مبانى الكنيسة يشعرون بأنهم يعيشون أيام السماء على الارض …… ولكن حدث لم يكن فى الحسبان أذ أنزلقت رجل ( أمجد ) ليسقط من أرتفاع لا يقل عن 15 متر .. فجحظت العيون . وتسمر كل واحد فى مكانه واحتبست الأنفاس وصرخ الجميع ..حتى إمرأة رأته من شقتها المطله على الكنيسه وهو يهوى وصرخت هى أيضاً حتى تجمع الناس من الشارع …يا إله القديس أبو فام .. فينزل أمجد فى هدوء على الأرض . إذ أن الرب يسوع له المجد يرسل أبنه وحبيبة الشهيد العظيم القديس أبو فام ليتلقف أمجد فلا يحدث له أى أذى .. فيتقدم ويصعد مرة أخرى ليكمل عمله وسط دموع الفرح والشكر للرب وتكريم القديس أبو فام .. فهذه هى محبة القديس الشهيد أبو فام ولكن هناك أيضاً حزمه وصرامته وشدته وهى أيضاً من أجل الفائدة والتعليم .. ومن أجل التشجيع على التوبة والنقاوة .
[b][b]