3) تكريسه شماسا
فى أحد الليالي، ظهر الملاك ميخائيل للأنبا كيرلس أسقف إثيوبيا في حلم، وقال له: "غداً يأتيك رجل أصفر اللون، ويسجد أمامك. هذا له إبنٌ مباركٌ، وهو مُختار لملكوت السموات، وهو عظيمٌ أمام الرب.. إرسمه شماساً ثم اتركه ينطلق بسلام."
وبعدما تم ما قاله الملاك، وفي طريق العودة، فكَّرا أن يبيتا في أقرب قرية حتى يمكنهما أن يأخذوا طعاماً، وكانت المدينة القريبة هي "أمحرا"، وكان أهلها لا يطعمون غريباً.
ولما دخلا المدينة، سأل الإبن جماعة من الذين كانوا في الطريق عن مكان يمكن المبيت فيه، فأخذ واحداً منهم يشتمه ويضربه بدون سبب، فصرخ الشماس طالِباً معونة الملاك ميخائيل الذي خَلَّصه سريعاً، وأصاب الرجل الشرير بضرر.
لم يقدر الشماس المملوء من نعمة الروح القدس أن يرى هذا الإنسان، رغم أنه كان يضربه من وقت قليل، في هذه الحالة المؤلمة، فصلّى أن يرفع الله عنه هذه الآلام، فشفاه ملاك الله.. فآمن بالله وعائلته.
وبينما الأب مع ولده في الطريق مع أصحابهم (بعد قضاء ليلتهم في "أمحرا")، فرغ منهم الماء وقلَّ الطعام، فإنزوى القديس وصلّى بدموع أن يعطيهم الله ماء، فأجرى الله ينبوعاً من الصخر، فشربوا وأخذوا للطريق ماء.
وقد رغب الوالِدان في تزويج إبنهما، ولكنه رفض، وأخبرهم أنه قد نذر نفسه ليكون بتولاً كل الأيام. فقبل الوالدين أن يبقى بلا زواج، ولكن حسب عادة البلاد بقيت الفتاة معهم في المنزل كإبنتهم، إذ أحبت هي الأخرى ان تظل بتولاً..